:: الـجــــــــواب ::
الأصل في الإسلام هو التحريم .. لقول النبي ( ص ) .. ( إن الله بعثني رحمةً للعالمين .. ولأمحق المعازف والمزامير وامور الجاهلية ) .. وذلك لعدم إجتماع اللهو واللعب والخفة والطرب مع أهداف الرحمة والعبادة والتقرب إلى الله .
وأما ليلة العرس فقد اتّفق الفقهاء على جواز الغناء بالأشعار المليحة ذات المعاني المفيدة .. وخاصة ما فيها مدايح النبي وأهل بيته .. وذكر الصلوات عليهم .
وكذلك أجاز بعضهم الرقص التقليدي الهادىء غير المختلط وغير المصير للشهوة .
وهذا الإستثناء خاص بالأعراس لورود الحديث الشريف.
قال أبو بصير سألت أبا عبدالله ( الصادق ) (ع) .. عن كسب المغنيّة - يعني حكم المال الذي تكسبه من هذه المهنة -
فقال (ع) : (( التي يدخل عليها الرجال حرام .. والتي تُدعى إلى الأعراس ليس به بأس ))
وتعود الحكمة في هذا الاستثناء إلى تعميد الإسلام وضع فرق بين النكاح والسفاح .. فلما كان السفاح ( أي الدعارة والزنى ) يُمارس دون حضور الناس .. تعمّد الإسلام إلى جعل النكاح علناً وبصوت جذاب ليعرف الناس عن هذا الترابط الزوجي الجديد بين هذين الشخصين .
ولكن الكلام وقع بين الفقهاء حول الجديد في عالم الغناء والطرب .. فذهب أكثرهم إلى الحرمة لأنها - وكما هو معروف - مجمع محذورات عديدة .. فمن آلات اللهو المجلبة للطرب والمهيّجة للشهوات والباعثة إلى الميوعة في الحركات تبدأ المحذورات الشرعية ليضاف عليها الإبتذال في الأشعار والخلط بين النساء والرجال .. حتى تصل إلى كبرى المفاسد فلا يكون حينئذ موضع لحضور الملائكة كي تبارك لهذا الزواج !!
والذين يحاولون ( الـتـعـامـــي ) عن هذه المحرمات بأدلة الاستحسانات والذوقيات التي حَلَت على أفواههم قد ذهب عن فكرهم بإن الاسلام يريد جعل الأعراس في أجواء روحية وقيم أخلاقية وآداب متناسقة مع الشخصية الإسلامية .. لا كما تشتهيه النفوس الضعيفة أمام التيّار الغربي الفاسد .
نحن نخالف إستخدام آلات اللهو لتحويل العرس الذي هو من العبادات إلى مسرح للمحرمات . إننا نخالف دعوة الشيطان والصّد عن حضور ملائكة الرحمن في هذه المناسبة الكريمة .
ومن الجدير بالمؤمنين الذين لايريدون حمل الأوزار إلى يوم الحساب .. أن يجتنبوا في أعراسهم كلّ ما يمارسه أهل اللهو والمعصية .. وبذلك يفصلون بينهم وبين الذين غَضِبَ الله على أفعالهم .
فلنتصوّر الأعراس التي تحتوي على الغناء والرقص .. هل يحضرها واحد من أئمتنا الطاهرين (ع) إذا قدمنا إليهم ( بطاقة دعوة ) ؟
فلو افترضنا أننا نعيش عصر الظهور .. وإمامنا المفدّى مولانا الحجة بن الحسن (ع) كان بيننا .. ماذا كان موقفه من تصرفاتنا ليلة العرس ؟
تعالوا لنجعل هذا ( الإيمان بالغيب ) وحبّنا لأهل البيت عليهم السلام مقياس عملنا في الأفراح .. ليباركها الله لنا .
نرجو أن يلتزم المؤمنون ولا يستزلّهم الشيطان فيمنعهم بركات الأعراس التي هي من سنة النبي (ص) والمستحبات شبة الواجبة .
موفقين