الكلمة الطيبة.........

بسم الله الرحمن الرحيم



بعض منا يٌغيب دور الكلمة الطيبة في اسلوبه العملي في الحياة , وينسحب ذلك على الكثيرين ممن هم في مواقع المسؤولية , وان الله سبحانه وتعالى أن يركز في وجدان الإنسان فكرة مفادها إن كل حياته تختصرها { الكلمة الطيبة } كما إن كل حياته في دورها السلبي تختصرها { الكلمة الخبيثة } فالإنسان الذي يعيش العقل كما يريد الله , ويعيش العقل كما يحب الله , ويعيش الحركة كما يرضى الله , هو { كلمة الله } المتجسدة في إنسانيته .

ونحن نستطيع أن تستوحي من القرآن إن الله أراد للناس أن يتحول القرآن في حياتهم إلى أن يغدو كل حياتهم , والقمة في هذا التجسيد القرآني في الإنسان تتمثل في رسول الله (ص) والأئمة الهداة من أهل بيته (ع) فقد تحولوا إلى كلمة , وتحولت الكلمة فيهم إلى عقل وروح وحركة وحياة , وهذا ما يريده الله منا بأن تتحول الكلمة القرآنية عندنا عقلاً نفكر به خط القرآن , وقلباً نتحسسه في عاطفتنا في خط القرآن , وحركة نعيشها في حركة القرآن , وألا تكون حروفاً بل أن تكون أنسانا بكل ما تعنيه إنسانيته التي تتحرك من خلال معاني الكلمات القرآنية , وهذه هي قمة هدف التربية في الإسلام وذلك بأن نحول القرآن إلى مسألة نعيشها ونتمثلها ونتحرك فيها .

وهذا هو مفهوم الكلمة الطيبة , والطيبة ليست مححدة في جانب معين , فهي كلمة طيبة تغني الحياة وتعطيها حيويتها وحركيتها , وهي كلمة طيبة تجعل عقل الإنسان طيباً ينفتح بكل الطيب الذي يتحرك به الفكر , فنشعر بطيب الفكر في عقله وقلبه ,فإذا العقل والقلب ممتلئان بالمحبة والخير والانفتاح , وهي كلمة طيبة تجعل الحركة طيبة فإذا بها تنطلق لتعطي فاكهة فكرية هنا و وثمرةً روحية هناك , ومشروعاً للحياة هنالك , فالكلمة الطيبة تمثل كل ايجابيات الحياة , وكل إنسانية الإنسان , لهذا شبهها الله تعالى في عطائها وحيويتها وفي امتدادها وعمقها بالشجرة الطيبة (( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبة كشجرة طيبة )) وإذا أردنا آن نعرف الكلمة الطيبة في واقعنا , فلننظر إلى الشجرة الطيبة , فإذا بها تمتد جذورها في أعماق الأرض حتى تكاد تنفتح على الأرض بكل عروقها , وإذا بها أيضا تمتد في السماء حتى تبلغ إلى أبعد ما يمكن أن تبلغه أغصان الشجر .

.................