ماذا أيها العرب...؟
قم يا صلاح الدين فالعرب
ما عاد فيهم واحد يثب
انفض عن القبر التراب وقم
فالميتون همو والمجد والحسب
أسيافهم في بعضهم قضب
وعلى العدا أسيافهم خشب
يتصارعون على مناصبهم
ويقاتلون إذا هموا رغبوا
لكنهم في يوم نجدتنا
صمٌّ تعطل فيهم الأرب
"الله أكبر" عن مسامعهم
غابت وغاب الغوث والغلب
فكأننا في عرف نخوتهم
للموت نحن النار والحطب
لا غوث حتى في إذاعتهم
أخبارنا تخفى وتحتجب
يتندرون بهول نكبتنا
وبما نلاقي تصدر الكتب
يتندرون وفي مجالسهم
أخبارنا تروى وتقتضب
عرب بماذا أيها العرب
بالقول لا فعل ولا غضب
عرب بماذا أيها العرب
بتناحر والخصم يقترب
عرب بماذا أيها العرب
بصراخكم يندى له الكذب
بجيوشكم هذي التي حجبت
وأصابها الإخفاق والعطب
بسلاحكم من غير ما عدد
يحصى يخبأ يوم يحتسب
هل جاءكم عن هول موقفنا
خبر وهل أشجاكم النصب
هل جاءكم والنار تحصدنا
ورصاصها المشئوم يلتهب
أنا نواجهها بأذرعنا
وتقاتل الأقدام والركب
عنكم وعن تاريخ أمتكم
أبطالنا لنا أرواحهم وهبوا
يتساءلون وكل جارحة
فيهم تحشرج عندها التعب
أين الأساطيل التي زعموا
والطائرات وأين من خطبوا
ولمن ترى يشرى سلاحكم
ولمن تحضر تحشد الطنب
لشعوبكم ترمونها غضبًا
إن قال فيهم قائل غلبوا
أم يا ترى حشدت لمعركة
في الغيب أم أعياكم السبب
من أجلكم من أجل عزتكم
هذا الذي يجري ويلتهب
من أجلكم أرواحنا وهبت
آلافنا أمٌّ لنا وأب
ماذا أقول لكم وأخبركم
واليوم لا لهو ولا لعب
حرب تهددنا تهددكم
وتطالكم والدور يقترب
ماذا أقول لكم لأمتكم
ماذا يقول أحبة عتبوا
إنا نقول بأن ثورتنا
لو دمرت وأصابها العطب
من بعدها تداس أمتكم
من بعدها لن يذكر العرب ................................................................................