عذرا يا أندلس .. فربما لن أفي بوعدي لك
ربما لن أزورك يوما
ولكن سأدعي دوما أن تعودي اسلامية شامخة الرأس
تتعطر جنباتك بالعلم والنور .. بعدما اختنقت زمانا بروائح أعدائنا
وربما لن أكف عن الحلم .. وأن أحلم أني أزورك يوما ما
000
كنت أحلم أن أزورك يا فردوس أرضنا الغناء ... يا فردوسنا المفقود ... وكان أكبر همي أن أسترجع ماضي أجدادنا العظيم وحضارتنا النيرة في عصور الظلام الغربي
وكم تخيلت أني أتجول في ردهات قصر الحمراء .. أو أتأمل في ضواحي غرناطة وإشبيلية
وكم تجولت بين بيوتك ذات الطراز العربي الأصيل
آخ يا فردوسنا ... كم أحب زيارتك ورؤيتك ولكني أخاف شيئا واحدا ...
نعم.. إني أخاف رؤية أولئك الكفرة وقد استباحوا أراضيك وحولوا مساجدك كنائس ... وقصورك مزارات سياحية ..
نعم إني أخاف أن تسمع أذني كذباتهم وهي تُنسج حول أجدادنا .. وافتراءاتهم الظالمة
هل أتجرأ لأزورك ... ومن ثم أصاب بخيبة وحزن وقهر لمآلك التعيس .. أم أبقى في أرضي بعيدة عنك .. أحلم أحلامي تلك وأتجول في قصورك .. ليس في صحبة مرشد سياحي .. بل في صحبة ملوكنا العرب السابقين الذين رفعوا مجدك للسماء ...
عذرا يا أندلس ... فربما طال الانتظار ... وربما لن نعود قريبا ... ولكن لا تيأسي فإن فرج الله قريب