من روائع المتنبي :
إِذَا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ *** فَلاَ تَقْنَعْ بِما دُونَ النُّجومِ
فطَعْمُ المَوتِ في أَمرٍ حَقِيرٍ *** كطَعْمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظِيمِ
ستَبكِي شَجوَها فَرَسي ومُهري *** صَفائحُ دمعُها ماءُ الجُسُومِ
قُرين النار ثُمّ نَشَأنَ فيها *** كَمَا نَشأَ العَذارَى في النّعِيمِ
وَفارَقنَ الصَياقِلَ مخلَصاتٍ *** وأَيدِيِها كَثِيراتُ الكُلُومِ
يَرَى الجُبَناءُ أَنَّ الْعَجزَ عَقلٌ *** وتِلكَ خَديعةُ الطّبع اللئيمِ
وكُلُّ شَجاعةٍ في المَرءِ تُغنِي *** وَلاَ مِثلَ الشّجاعة في الحَكِيمِ
وكمْ مِنْ عَائِبٍ قَولاً صَحيحًا *** وآفَتهُ مِنَ الفَهمِ السّقِيمِ
ولكِنْ تَأخذُ الآذان مِنهُ *** عَلَى قَدَرِ القَرائِحِ والعُلُومِ