بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذه قصيدة قلتها أثناء قرآتي لكتاب الشيخ الألباني رحمه الله
( أحكام الجنائز ) جمعت فيها ماتيسر لي من أحكام الجنائز وربما في بعض أبياتها أخرج إلى رأي من آراء العلماء الآخرين فأدرجه في بيت من بيوت القصيدة , وأسأل الله تعالى أن يرزقني حسن القصد وحسن العمل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن من الشعر لحكمة )
والحمد لله رب العالمين
قاله : أبو يعلى محمود الجمل
من القَصْرِ إلى القَبرِ
البحرُ الطــويــل:
أَلا بَلِّغي عَنّي رِثائـي وَمَقصـديوَقولي لذي القُربى أَيَـا أُمَّ خالِـدِ
دَعوا شَقَّ جَيبٍ مِن فِراقٍ وَكَفكِفوادُموعاً جَرَت وَادعي بِحِبرٍ وَشاهِـدِ
خُذي مِن أَبي يَعلى بَقايـا وَصِيَّـةٍٍفَأُوصي بِدَينٍ رُبَّما أَحسَنَت يَـدي
خُذوا الخُمْسَ إِن شِئتُم إِلى مَن تَرونَهُفَقيراً وَلا يُعطى مِنَ المـالِ مُعتَـدي
فَقَد جازَ لي أوصي لِمن لا يُـوَرَّثُبُثُلْثٍ وَإِن أُنقِصْ عَنِ الثُّلثِ أُحمَـدِ
وَواسوا ذَوي القُربى مِِنَ الخُمسِ إِنَّهُملَحِصنٌ لِمَن يَخشى نُزولَ الشَّدائِـدِ
لإَِن جاءني َوعَدي وَأُلزِمتُ مَضجَعيفَلامُنقِذٌ مِنهُ اصبِـري أَوتَجَلَّـدي
وَقولي لِمَن يَأتـي إِلَيكُـم يَعودُنـيدَعِ الزّورَ وَاقصِدْ أَجرَ آدابِ عائِـدِ
فَلَو جازَ لي أَدعو عَلى النَّفسِ دَعوَةًلَما كُنتُ في نَفسي أُعاني تَجَلُّـدي
وَلكِنَّني راضٍ وَقَد جاءَ في الرِّضـاحَديـثٌ وَآثـارٌ لِحَبـرٍ وَمُسنِـدِ
وَأَحسَنتُ ظَنّي فَاذكُري لي مَحاسِنيوَإِن خُيضَ عِندي ذَكِّري بِالتَّشَهُّـدِ
فَإِن زَلَّ لَفظي عِندَ كَربٍ فَكَـرِّريوَقولي أَبا يَعلى« صَريحاً » تَشَهَّـدِ
وَقَد جاءَني عِلمٌ عَلى فِقهِ شافِعـيإِذا جاءَني كَربي يَمينـي فَوَسِّـدي
فَأُفٍّ لِدُنيا عَـن قَريـبٍ تَزَيَّنَـتفَأَلفَيتُها شَمطاءَ فـي لَـونِ أَسـوَدِ
فَمالي أَنا مِنها سُوى قُطـنِ أَبيَضـايُغَطّى بِهِ جِسمي بِلَـفٍّ وَمَعقِـدِ
رَخيصٌ فَما فيهِ حَريرٌ وَلَـم يَكُـننَفيساً يُثيرُ النّارَ في صَـدرِ حاسِـدِ
فَإِن تَشخَصِ العَينانِ رُدّوا عَلَيهِمـاغِطاءَينِ مِن جَفنَينِ قَبـلَ التَّجَمُّـدِ
وَغَطّوا جَميعي بِالثِّيـابِ المُطَهَّـرَةْوَقولوا لِمَن يَبكي دَعِ النَّوحَ وَاحمَدِ
وَإِن جاءَ ذو وُدٍّ فَخَلّـوهُ إِن دَنـايُقََبِّلْ عَلى رَأسِ الطَّريـحِ المُمَـدَّدِ
وَلكِن عَلَيكُم واجِـبٌ أَن تُعَجِّلـوابِتَجهيزِ مَيتٍ قَبـرُهُ خَيـرُ مَرقَـدِ
ذُنوبي وَأَوزاري عَلـى اللهِ سِترُهـاوَدَيني أَيا يَعلى مِـنَ الإِرثِ سَـدِّدِ
وَمِن حِينِها كُفّي عَنِ اللَّهوِ وَاعدُديحِداداً أَيا زَوجاً دَعي كُحلَ إِثمِـدِ
أَياناعِياً قَد جاءَفـي النَّعـيِ مَنعُـهُوَقَد جاءَ نَصٌّ فيهِ نَعـيٌ لِمَقصَـدِ
ثَناءٌ عَلى مَيتٍ وَتَمجيـدُ ذِكـرِهِشَهيدٌ عَلى إِحسـانِ ذاكَ المُمَجَّـدِ
وَيا غاسِلي لُطفاً بِسِـدرٍ وَخِرقَـةٍوَكُن آخِذاً لِلغُسلِ مِن خَيرِ مُرشِـدِ
ثَلاثاً فَغَسِّلني وَإِن شِئـتَ فَلتَـزِدإِلى أَن تَرى وُتراً كَفى هَديُ أَحمَـدِ
أَياغاسِلينـا فَابـدَأُوا بِالمَيـامِـنِعَلَيكُم بِكافورٍ وَعِطرِ الشَّذى النَّدي
بَلى سَرِّحوا شَعْري فَقَد كَانَ مُنعَماًإِلى حينِ مَوعودي سَرى في التَّجعُّدِ
وَقَد كُنتُ في سِترٍ فَمالـي أُجَـرَّدُفَياغاسِلي سِتـراً عُيـوبَ المُجَـرَّدِ
لإن غَسَّلَتْني زوجَةٌ فَليَكُـن لَهـاأَلا فَاقبَلوا المَشهورَ مِن قَولِ أَحمَـدِ
دَعوني عَلى طُهرٍ وَقُصُّـوا ثَلاثَـةًثِياباً مِنَ البَيضاءِ مِـن غَيـرِ زائِـدِ
وَفيها ادرُجوني وَاشدُدواعَقدَ ساتِريوَياغاسِلاً مِن بَعدِ غُسلـي تَبَـرَّدِ
ضَعوني عَلى نَعشي بِرِفقٍ وَعَجِّلـواوَصَلّوا عَلَيَّ بَعـدَ وَقـتٍ مُحَـدَّدِ
صَلاةً بِها التَّكبيرُ مِن غَيـرِ رَكعَـةٍوَفيها مِنَ القُرءانِ ذِكـرٌ لِمُهتَـدي
وَصَلّوا عَلى المُختارِ فيها وَفَضِّلـواأَحاديثَ فيهـا ذِكـرُ آلِ مُحَمَّـدِ
وَفي ثالِثِ التَّكبيرِ فَادعوا وَأَخلِصواوَقولوا دُعاءً في صَحيـحٍ وَمُسنَـدِ
وَقولوا سَلامَ اللهِ مِـن بَعـدِ أَربَـعٍسَلامَينِ في قَولٍ وَصَحَّت بِواحِـدِ
فَإِنّي لأَرجـو أَن تَنالـوا ثَوابَهـاوَأَرجو أَنا مِنكُـم دُعـاءَ المُوَحِّـدِ
لإِنْ نِلتُمُ القيراطَ أَجـراً لِفعلِكُـمفَإِن تُكمِلوا فَاثنَينِ مِن مِثـلِ أُحُـدِ
فَثَمَّ ارفَعوني دونَ رَفـعٍ لِذِكرِكُـمفَقَد كانَ خَفضُ الذِّكرِ خَيرُ التَّعَبُّـدِ
وَسيروا بِنَعشي سُرعَةً دونَما الرَّمَـلْوَلاتُتبِعوني نارَ مِـن جَمـرِ مَوقِـدِ
أَحيطوا بِنَعشي عَن يَمينٍ وَشَمـأَلِوَيامُبتَـغٍ فَضـلاً فَخَلفـاً تَعَمَّـدِ
وَقَد جازَقُدّامي إِذا لَم يَكُـن عَـلارُكوباً عَلى ظَهرٍ صِفاتُ التَّبَغـدُدِ
فَإِن كُنتَ ذا ظَهرٍ فَما في رُكوبِهـاحَرامٌ وَلكِن خَلفَ نَعـشٍ تَقَصَّـدِ
وَياقائِمـاً لِلنَّعـشِ لَمّـا رَأَيتَهـاتَعَلَّم حَديثَ النَّسخِ مِن قَولِ قاعِـدِ
أَلا أَيُّها الحَسنـاءُ كُفِّـي بُكـاءَكِوَلا تَتبَعي نَعشي وَفي السِّترِ فَاقعُدي
فَهذا فِراقٌ فيـهِ عُـذرُ المُفـارِقِوَمامِن فِراقٍ بَعدَهُ البُعـدُ سَرمَـدي
فَقََد نَلتَقي يَومـاً وَحَقّـاً سَنَلتَقـيإِلى حينِ ذاكَ اليَومِ خَيـراً تَـزَوَّدي
عَجِبنا لِمَن يَبكي وَمَن يُظهِرُ الأَسىوَقَد شَقَّ لي قَبراً بِيُمنـى وَساعِـدِ
فَلا تَحفُروا قَبري بَعيداً عَنِ الهُـدىحَرامٌ عَلينا الحَفرُ في أَرضِ مَسجِـدِ
وَلا تَجعَلوا قَبري عَنِ الأَرضِ مُشرِفاحَذاري حَذاري مِن قُبَيـرٍ مُشَيَّـدِ
أَلا فَالحَدوا لَحداً ضَعوني وَبَسمِلـواوَشُقّوا إِذا في الَّلحدِ رَأيٌ لِلاحِـدِ
قِفوا استَغفِروا لي عِندَ قَبري بِقَدرِماذَبَحتُم وَوَزَّعتُم ضُحـىً أُمَّ فَرقَـدِ