عفوا ..سأتزوج غيرك.. (قصة قصيرة)كم حدقت بدعوة عرسي ..كان مؤلما عليك أن تقرأ اسمي على بطاقة الدعوة لا اعرف من أوصلها إليك غير القدر الذي يحرمني دائما من لذة الفرح المؤقت وأنا ارتدي ثوبي الأبيض.
النسوة حولي يزغردن والفرحة في عيونهن إلا أنا أحاول أن أتحاشى استحضار صورتك فما اعرفه هو انك تلقيت دعوة لحضور عرسي أو انك مكلف بان تهنئ زوجي اقصد الرجل الذي صار بدلا عنك .
ساتابط ذراعه بعد قليل .. الوقت يقترب من الفرح والجميع يرتبون أجسادهم لحضور فرحي وأنا وجسدي متكلفان في الترتيب .
اعرف انك هادئ نعم ستظل هادئا لا رجولة تثيرك هكذا أنت في كل المواقف حتى لو ضعت منك ستقول في داخلك بعدما تقرا بطاقة الدعوة:
- أتمنى لك السعادة
وأنت لا تدرك كيف سأحاول أن احصل على هذه السعادة فكل شئ كان متمردا في جسدي ..أناملي التي ترتدي خاتم الزواج وثوب عرسي الأبيض وابتسامتي التي تغتال شفتي وشعري الذي تبعثر على كتفي أظنك الآن تتخيلني نعم تمنيت أن أتي إليك واسالك كيف أبدو في مخيلتك هل المرأة الغادرة التي أقسمت لك أنها لن تقترن برجل غيرك لتفاجئك أنها استطاعت أن تقترن بغيرك أم انك تتخيلني وأنا اتابط ذراع ظلي الذي اختاره لي أهلي رغما عني أني لا ألوم أهلي الم تلاحظ بعد كم صار عمري وأنا انتظرك من خلف خوفي كنت أقول لك:
- متى نكون لبعض ؟؟
فكنت أنت تسخر من كلماتي هل أقول عنك رجل لعوب أم أن الحب كذبة حلوة يجب ألا نصدقها كما قلتها ذات يومك المشؤوم
(سأتزوج) هذا ما يهمني في الأمر .
دخلت والدتي علي وأنا في هواجسي أستحضرك بعدما رميت بكل رسائلك في النار هاهي تلتهم ذكرياتك معي وتلك الصورة التي حفرتها في مخيلتي كانت تلازمني أينما ذهبت ولكنني اليوم اشبع السنة اللهب بها لأبدا حياتي الأخرى مع رجل كنت ستكون هو لولا صمتك المرير وجنونك وفتورك اللا معقول .
كعادة الأمهات جاءتني أمي توصيني خيرا بزوجي ..بشريكي ..بظلي تقبلني وهي تذرف الدموع ويصير الموقف اشد حزنا وهي تحتضني هنا تستوقفني ذاكرة طفولتي :
- أحقا سأغادر منزلنا الذي رسمت أحلامي به والذي رأى فرحي وألمي أحقا سأغادر حضن أمي وهل هذه اللحظات الأخيرة التي تضمني كطفلة أنها تحدثني بدموعها ونظراتها لماذا تبكي أمامي لماذا تضمني بهذه الطريقة مازلت لا افهم لماذا وقفت في هذا الموقف المؤلم أختي واقفة أمام باب الحجرة تكاد الدموع تفسد مكياجها .
الجميع يبكي ولا اعرف لماذا في يوم عرسي تسكب الدموع ومع كل هذه المواقف المؤلمة كنت أنت في مخيلتي أتذكر الألم الذي سببته لك وأنت تعرف أن هذه الليلة هي ليلة زفافي لقد تخيلتك وكأنك ظلي الذي سيأخذني إلى مملكتك ولكنك لم تأت أتعرف لماذا لأنك تفتقد إلى الرجولة تفكر بمن لا يصلونك بشئ عفوا سأتزوج غيرك وهذا قراري بعدما ياست من صمتك وانتظاري في دائرة كذبك تقولها لي:
- انتظري
وطال الانتظار في حبك..
طرق الباب وقطع دموعنا ظلي الذي اختاره لي أهلي كعادة العرسان بل زوجان لامس أناملي ورفع الطرحة ليقبلني على جبيني لم اخجل من قبلته الست زوجته أمام الآخرين وأمام الله ولكنني ذهلت حين كنت أتخيلك بوجهه لماذا لم استطع أن أمحو صورتك لأفرح كبقية النساء برجل ستجمعنا حجرة واحدة وستختلط أنفاسنا معا سنتحدث طوال الليل ونرتكب حماقة ككل زوجين في ليلتهما الأولى ليذهب هو بتلك الحماقة لوالداي ويفرحا عما كان مني من حمق وفي اليوم التالي لم أحاول أن أذوق الألم ولم أحاول أتحدث معه كثيرا في ليلتنا الأخرى سأحاول انهي حديثنا بنوم المؤقت على سريري الأخر مع رجل صار ظلي .
شهر سأقضيه معه وليس معك وبعدها وكأي امرأة سأجيد الدور في القئ وذهابي إلى الطبيب ليقول لزوجي :
- مبروك زوجتك حامل
هنا سأكون حبيبته أكثر لان دمائي ستختلط بدمائه أما أنت فلا ..رغم أنني خطيت لك عهدا من دمائي ألا أكون إلا لك فلم تستطع أن تفهم مشاعر من دماء كأنك كنت تفكر بذبح كل المشاعر وإعطاءك كل الدماء لتقتلني بكلمات خارج نطاق الحياة والموت هاأنا الآن اتابط ذراعه وأسير بقربه أحاول أن انسجم معه أن أقول كلام كنت أقوله لك أقول أي شئ حتى اكسر روتين حزني .
منذ ثلاثة أيام وأنا اظهر أمام الناس وأنت في عيني أتحاشى النظر إليهم لعلهم يكتشفوا وجودك .
هاهو شريكي الذي اختاره أهلي اتابط ذراعه وكل واحدة من النساء تقول لي:
- ابتسمي لماذا أنت خجلة منه؟
هل ابتسم وأنا أراك أمامي كظل يطاردني يحرمني لذة الفرحة أم ابكي وأقول لظلي أنني استحضر رجل أخر غيرك .
هذه الليلة التي لا أنكرها ليلة عرسي الأخيرة سأزف إلى منزلي الجديد سأودع الجميع وسأنهي الليلة بالألم مع غيرك أتراه الآن انه يلامس يدي يحاول أن يشعرني انه قادر أن يكون أنت بلا منافس وقفت في الردهة قبل أن نصل إلى الباب ونصعد السيارة التي ستنقلنا إلى مكان حفل زفافنا قال لي بتعجب والجميع خلفي يزفون جسدي بزغاريد:
- ماذا بك ؟ اشعر وكأنك جسد قد فارق روحه
قلت له وقد شعرت وأنني قد امتلكت الشجاعة لنسيانك فموت جسدي لا يعني موت روحي قلت له كلمتي التي كان لابد أن أقولها له بلا خوف حين رايتك تنسحب من ذاكرتي وأسعدت روحي منك قلت لظلي بكل حب:
- احبك
كانت مفاجأة بل أنني لا اعرف كيف قلت هذه الكلمة له لقد شعرت ساعتها انه أحق بها منك .
لحظات مرت أمام الآخرين ونحن نتبادل نفس المشاعر بثواني صعدنا السيارة والجميع مندهش لما شاهدوه أمامهم اعتقدوا أن روحي عادت إلى جسدي بتلك الكلمة التي قلتها بكل حب لمن قلتها لزوجي وشريكي
كانت يده لا تفارق يدي بدا حبه يتسلل إلى قلبي نعم الحب الذي أهديتني إياه ذات يوم مغتال بالجنون قال لي نفس كلماتك ولكن كلماته كانت اصدق منك وأعذب من كذبك في الحب .
هاأنا أراك وتراني انزل من السيارة وأنا اتابط يد زوجي كم أثارك الموقف وكم ذرفت الدموع لضياعي من يديك قلت لك وعيناي تلقي عليك نظرتي الأخيرة
- كفاك سلبية ياهذا الرجل لم تستطع أن تحافظ على عهد كان مكتوب من دمائنا فكيف لك أن توقف هذه الزيجة لو كنت رجل .
وقفت برهة وأنا أحدق في وجهك قلت لك بصمتي:
- عفوا تزوجت غيرك
وتأبطت ذراع ظلي بكل فرح وفرحت في تلك الليلة ودقت الألم وصرت أما والزمن كان كفيلا بان أنساك للأبد وهاأنا اليوم أوصي ابنتي كما قالت لي والدتي كلماتها في يوم عرسي وابكي كبكاء أمي في يوم عرسي ولكن ابنتي لم تقل لا حد كان كما قلتها لك
- عفوا سأتزوج غيرك لأنها ستتزوج ممن أحبته بكل قوة وكان الحظ يرتسم لها أتعرف لماذا لأن ظلها كان يمتلك الرجولة لكي يحافظ على من اختارها قلبه لتكون شريكة العمر.
منقوووووول