لم أزر عائلتي منذ شهور وعزائي هو التأهل للمونديال
بعد أن عصفت لعنة الإصابات بلاعبي المنتخب الوطني فهدّدت زياني ومغني وصايفي بتواجدهم في "فورمة" دون المستوى في لقاء 14 نوفمبر القادم، شدّ المناصرون انظارهم نحو اللاعب كريم مطمور الذي كان النجم الأول خلال المقابلات الخمس في التصفيات الأخيرة المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا، والكل يعوّل عليه ليكون نجم مباراة القاهرة الأخيرة، خاصة أنه أول من دكّ عرين عصام الحضري بهدف فتح الشهية نحو الثلاثية الشهيرة، إضافة إلى دوره المرتقب في خط الوسط في حالة حدوث أي طارئ أو حتى في الدفاع، كما أبان عن ذلك في لقاء زامبيا الأول.. "الشروق اليومي" اتصلت هاتفيا بكريم في ألمانيا وأجرت معه هذا الحوار الشامل.
أولا هل تعلم أنه بعد لعنة الإصابات التي طالت نجوم المنتخب توجهت نحوك الأنظار؟
عندما وعدت أنا وزملائي الشعب الجزائري بالتأهل لكأس العالم عقب الفوز في زامبيا، كنا قد اقتنعنا بعد تربص جنوب إفريقيا انه صار لدينا منتخب وطني قادر على مقارعة أي فريق في العالم مهما كانت قوته. والحمد لله نحن على مشارف المونديال وترتيبنا العالمي حقق قفزة مهمة، أما عن الإصابات فأنا أتمنى أن يكون الجميع في موقعة الحسم، خاصة زياني وبوڤرة لأننا في حاجة للتعاون على بلوغ المونديال. أما إذا كانت مشيئة الله غير ذلك، فأنا أطمئن الجميع بأننا نمتلك حلولا لن تزعزع حظوظنا في الخروج فائزين من مقابلة مصر.
.. قلت فائزين؟ هل بإمكان المنتخب الجزائري الفوز في القاهرة؟
أقولها مرة اخرى إن المنتخب الجزائري لن يلعب في القاهرة من أجل التعادل أو من أجل تقليل الأضرار، لأننا تعوّدنا على أن لا نعود للدفاع فقد لاحظتم عندما سجلنا ضد مصر أننا أكملنا عملنا الهجومي، ونفس الشيء أمام زامبيا.. الاحتراف علمنا أن نهاجم حتى نمنع غيرنا من التسجيل، وليس الدفاع وربح الوقت.. أنا لا أقول إننا سنفوز، ولكننا سنلعب من أجله.
لكن هناك ظروف منطقية توحي عكس ذلك من ضغط الجمهور وإصرار المصريين؟لكن المنطق أيضا يقول غير ذلك، لأن الذي بلغ المنبع هو الأكثر إصرارا، أما الحديث عن جحيم الملعب فذلك مجرد كلام لا معنى له للاعب المحترف وحتى بالنسبة للاعبين المصريين الذين أحترمهم وشاهدت أنهم يلعبون كرة نظيفة أمام منافسيهم.. نحن سنلعب أمام 11 لاعبا وليس 80 ألف مناصر.
أنت لا تتابع الحملة الإعلامية والحديث عن الفوز برباعية وخماسية؟تصلني بعض الأخبار أو لنقل الأصداء من الإعلاميين بالخصوص، لكن لا تهمني حيث لم أعد أتابع الأخبار.. أنا أعلم أن أي مقابلة في العالم تلعب في الميدان، والصحافيون يلعبونها في وسائل إعلامهم، وهذه مهنتهم.. لكنهم لن يجبروني على اللعب معهم.
كلامك مطمئن ويوحي أننا أمام فريق محترف فعلا ويعي ما يفعل؟أظن أن الذي حدث أمام رواندا في اللقاء الأخير يبيّن النضج الذي بلغناه، فقد تم استفزازنا بطريقة لم أشهدها في حياتي، حيث ظلمنا الحكم وتجاوز لاعبو المنافس كل الحدود، وحافظنا على توازننا، كنا على يقين أن الفوز ليس بيد الحكم أو في النرفزة والشد العصبي.. وهذه "العقلية" هي التي تشاهدونها في القاهرة، فالفوز على الميدان وليس في المدرجات.
لكن هناك من يقول إن فوزنا أمام مصر في البليدة جاء بمساعدة الجمهور؟
أنا لا أنفي دور الجمهور ولا أساوي ما بين اللعب داخل وخارج الديار، لكن أن يظن الناس أن الجمهور بإمكانه أن يجعل فريقه ينتصر على الدوام وأن يهز الشباك بعدد كبير من الأهداف فذاك هو الخطأ، أنا لا أقول إن الضغط لا فائدة منه ولا ضرر منه لكنه لن يؤثر على النتيجة الحقيقية إطلاقا.
المخيف أيضا أن معظم المحترفين صاروا احتياطيين مع أنديتهم، والذين يلعبون يخسرون بالأربعة "عنتر يحيى" وستة "حليش".. وووو؟
في عالم الاحتراف لا ننظر للأمور بهذا الشكل، فالاحتياطي هو لاعب جاهز دائما، فريال مدريد يضع نجوم الدنيا في الاحتياط، أما عن النتائج السلبية فلا أظن أنها تؤثر على أدائهم سواء مع أنديتهم أو مع المنتخب الوطني.
كيف تقارن بين العيش في فرنسا والعيش في ألمانيا؟الفرق شاسع بالتأكيد، وفرانك ريبيري قال ذلك، فأنا الحمد لله أعيش حياة هادئة في فيلا أنيقة، ومنحني نادي بورسيا مونشن غلاد باخ سيارتين إحداهما "بيام دوبل في سبور" والأخرى أودي.. وأحس بالاحتراف الحقيقي، ولا ينقصني سوى الأهل والجزائريون أيضا.
هل تسافر إلى فرنسا كثيرا ومتى تزور الجزائر في رحلة لا كرة فيها؟
من المفروض أن أزور مدينة تيارت في أواخر ديسمبر عند توقف البوندسليغا رفقة العائلة، وأتمنى أن تكون الزيارة أيضا احتفالية بمناسبة التأهل لكأس العالم.. فأنا لا أعرف منطقة أجدادي رغم أنني زرتها ومكثت فيها شهرا كاملا عندما كنت في سن الثالثة أو أقل.. أما عن عائلتي في ستراسبورغ فإنني لم أزرها منذ شهرين، قابلت والدي في البليدة بعد مباراة رواندا، وأنت تعلم صعوبة المكوث معه في تلك الأجواء.. إنها الضريبة القاسية التي أريد أن تتوج بالتأهل للمونديال.
قال لنا والدك الحاج بن مرابط إنك حاصل على البكالوريا؟هذا صحيح فقد حصلت على شهادة البكالوريا ودرست بضعة أشهر في جامعة ستراسبورغ، ولكن الكرة خطفتني من الدراسة رغم أنني كنت من الأوائل في الثانوية التقنية بستراسبورغ.. لكني غير نادم خاصة بعد الحب الذي منحني إياه الجمهور الجزائري.
هل سبق لك أن زرت مصر؟
أبدا، ستكون أول زيارة لي قبل مباراتنا القادمة، وإذا تأهلنا واحتفلنا هناك ببلوغنا المونديال فسأحمل ذكرى طيبة من مصر.
أنت في سن الرابعة والعشرين ومحترف في البوندسليغا وعلى مشارف المونديال؟
إنها دعوات الوالدين بالتأكيد، الحمد لله، صراحة لا أفكر حاليا سوى في التألق مع فريقي والخروج من المنطقة الحمراء، ولا يهمني ما يتردد من أسماء فرق تريد خدماتي، أما الحلم الأكبر فهو لعب المونديال، وبعدها سأشق طريقي بالطريقة المثلى.. والحمد لله.
هل عشت الحرمان في طفولتك؟
نحن عائلة مثل العائلات المهاجرة في فرنسا، فأنا الأخ الأوسط لثمانية إخوة، أربع من البنات وأربعة من الذكور هم اختاروا التعلم وأنا اخترت كرة القدم، والحمد لله لم يعد ينقصني سوى كأس العالم.. (يضحك).
هل تعد بالتسجيل في القاهرة أو على الأقل التأهل؟شيء واحد أعد به الجميع وحتى على لسان زملائي، وهو أننا سنلعب جميعا كل أوراقنا في المباراة.. سنبخر آخر قطرة عرق ممكنة، وآخر نفس، سيلعب كل واحد منا المباراة وكأنها خاتمة عهده بالكرة.. ويبقى التوفيق لله فهو من يعلم الغيب.