بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأفاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .أما بعد
إخواني في الله
أضع بين يديكم هذه المادة العلمية ، و التي تتناول بعض ما جاء في قصيدة البردة للبوصيري ، التي نظمها في الغلو في النبي عليه الصلاة و السلام ، و الدافع إلى كتابة هذه المادة أمور منها :
• تحذير المسلمين من ترديد و حفظ هذه القصيدة .
• انتشار هذه القصيدة بين المسلمين و للأسف الشديد .
• جهل الكثير بالطوام التي جاءت في هذه القصيدة .
• تزكية بعض علماء السوء لهذه القصيدة .
فقد سئل البوطي الصوفي السؤال التالي : ( ماذا نقول لمن ينكرون مدح النبي صلى الله عليه وسلم؟ كمن ينكرون قراءة ما يعرف عندنا في ليبيا بالبغدادي والبهلول وكذلك قصيدة البردة للإمام البوصيري والقصيدة القبولة للشيخ صالح الجعفري وغيرها، خصوصاً ونحن نقرؤها في هذه الأيام أيام المولد النبوي الشريف؟ ) .
فأجاب البوطي بقوله : ( أما قصيدة البردة، فلا حرج في قراءتها، بل هي عمل مبرور، وأما ما تسميه البغدادي والبهلول، والقصائد الأخرى، فلا أعرفها. والاحتفال بمولد رسول الله عمل مبرور، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل بيوم مولده بصومه، ولما سئل عن ذلك، قال: ذلك يوم ولدت فيه. ) .
المصدر : موقع البوطي – قسم الفتاوى ، إبحث عن كلمة ( البردة ) .
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=333192
و غيرها من الدوافع
و أرى من اللائق- و قبل الخوض في هذه المادة - أن ألقي الضوء على صاحب هذه القصيدة حتى يتعرف القارئ الكريم على حقيقته ، فأقول مستعيناً بالله وحده :
اعلم – وفقني الله و إياك لمرضاته – أن صاحب قصيدة البردة مصري صوفي جلد غارق في التصوف إلى أخمص قدميه ، اسمه محمد سعيد البوصيري ، أصله من المغرب ، ولد عام 608 هـ في قرية( دلاص ) ، و لُقّب بالبوصيري نسبة إلى ( بوصير قوريدس ) من قرى بني سويف ، حيث نشأ فيها و أمضى جزءاً من عمره إلى أن أقام بالإسكندرية آخر عمره . و كان من أكابر المتصوفة في الإسكندرية حيث درس التصوف و تعمق فيه ، و سار على نهج أبي العباس المرسي الصوفي ، و أخذ عنه القائق و الأسرار كما يزعمون .
و قد عرف عن البوصيري أنه شاعر ناظم ينظم الشعر بطلاقة ، و لقد تناقل المتصوفة أشعاره عامة و قصيدة البردة خاصة ، و السبب الذي دفعه إلى نظم هذه القصيدة هو أنه لما أُصيب بمرض الفالج أخذ على نفسه عهداً لئن شُفِيَ لينظُمنّ قصيدة في مدح الرسول عليه الصلاة و السلام ، و قد سميت ( الكواكب الدرية في مدح خير البرية ) .
و لعل البعض يتساءل لماذا سُميت بالبردة إذاً ؟
و الجواب : قيل أن السبب في تسميتها بالبردة هو أن البوصيري لما شرع في نظم هذه القصيدة رأى في المنام النبي صلى الله عليه و سلم و قد مسح بيدة الشريفة على جسد البوصيري ، فشُفيَ ثم أجازه النبي عليه الصلاة و السلام بأن أعطاه بردته ، لذلك سُميت بقصيدة البردة . و لتعلم أخي الكريم أن البعض يروق له تسميتها بالبرأة ، لأن البوصيري برأ بسببها .
و لقد تسابق المتصوفة إلى حفظ و شرح هذه القصيدة ، و نسجوا حولها و بسببها الكرامات العجيبة كعادتهم ، و من جملة تلكم الكرامات التي يحكيها المتصوفة هي شفاء صاحب كتاب ( طراز البردة ) و اسمه الشيخ الحملاوي .
و السؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان
يا تُرى ماذا جرى مع الشيخ الحملاوي و قصيدة البردة ؟
و لمعرفة الجواب
اسمحوا لي أيها الأفاضل بأن أنقل لكم ما ذكره الصوفي مجدي كامل في كتابه ( أحلى قصائد الصوفية ) ، قال هذا الرجل في الكتاب المذكور ص 107 ( و الصحيح ما ذكر من قصة الشيخ الحملاوي حين أصيب بخراج في بطنه استعصى على الأطباء شفاؤه ، فأرسل من يحج عنه على حسابه الخاص ، و أمره أن يقرأ البردة أمام قبر الرسول متجهاً له بالشفاء ) ا هـ .
و للقراء الأفاضل أن يسألوا : و ماذا حدث لهذا الحاج و لهذا الشيخ ؟
قلتُ – أي المقتدي بالسلف – قال مجدي كامل ( و في هذه الساعة التي قرئت فيه البردة أمام قبر الرسول انفجر الخراج من قلب الشيخ الحملاوي ، و خرج الدم بكثرة حتى ملأ الحجرة ثم شفي بعدها .
و لما عاد الحاج من رحلته أخبره أنه قرأها الساعة كذا ، في يوم كذا ، أي نفس الموعد الذي انفجر فيه الخراج و خرج الدم من قلب الشيخ الحملاوي ) ا هـ .
هذه أحد كرامات قصيدة البردة التي يتناقلها الصوفية ، و إليكم كرامة أخرى ، جاء في الكتاب آنف الذكر و في نفس الصفحة ( و الصحيح أيضاً ما روى عن رجل أنه كان يقرأها و يواظب على قراءتها و أن بعض جيرانه كانوا يشمون رائحة جميلة تخرج من حجرته أثناء قراءته للبردة ، و تهب عليهم بين الحين و الاخر ) ا هـ
و من الجدير بالذكر أن البوصيري توفي عام 696 هـ و دُفن في قبره الذي شُيّد عليه مسجده المسمى باسمه .
إخواني في الله
لعلي قد أطلتُ عليكم بهذه المقدمة الطويلة ، فأستسمحكم عذرا .
و لتعلموا أن هذه القصيدة نُظمت في 160 بيتاً ، و قد جاء في بعض أبياتها أمور تخالف أصول الدين و الشريعة ، و سأتعرض لهذه البيات مع بعض التعليقات المختصرة و السريعة .
و سأبدأ ببيت أعتقد أنه أساس الطوام التي جاءت في هذه القصيدة
* قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام
دع ما ادعته النصارى في نبيهم *** و احكم بما شئت مدحاً فيه و احتكم
و انسب إلى ذاته ما شئت من شرف *** و انسب إلى قدره ما شئت من عظم
قلت – أي المقتدي بالسلف – في هذه الأبيات دعا البوصيري إلى ترك ما ألصقته النصارى بالمسيح عليه السلام من التهم الباطلة مثل زعمم أنه الله – تعالى الله عن هذا الإفك علواً كبيراً – و أنه ابنه و غيرها من الأباطيل .
فالبوصيري لسان حاله يقول ( لا تزعم أن النبي عليه الصلاة و السلام هو الله أو هو ابنه ....لا ، و انسب إليه غير الذي زعمته النصارى في عيسى ) ، لذلك ترى المتصوفة ينسبون إلى النبي عليه الصلاة و السلام أشياء لا تجوز نسبتها إلا لله سبحانه فزعموا أنه يعلم الغيب – و سيأتي هذا من كلام البوصيري لاحقاً فترقب – و زعموا أنه كاشف الكروب و غيرها من الأراجيف – و سيأتي ذكر بعض ٍمنها - التي زينها الشيطان في عقولهم بدافع تعظيم قدره و شرفه عليه الصلاة و السلام . و لا أجد أروع ما جاء في صحيح البخاري يهدم ما قد قرره البوصيري .
لقد نهانا رسول صلى الله عليه و سلم عن اطرائه فقال ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله ) رواه البخاري .
فالنبي عليه الصلاة و السلام ينهى عن اطرائه و البوصيري يدعو إلى نسبة أي شئ إليه إلا ما ادعته النصارى في عيسى بن مريم عليه و على جميع رسل الله الصلاة و التسليم .
* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام
ما سامني الدهر ضيماً و استجرت به *** إلا و نِلتُ جواراً منه لم يُضم
قلت – أي المقتدي بالسلف – يزعم البوصيري في هذا البيت أنه كلما ساءه الدهر من مرض و كربة – و غيرها - ذهب و استجار بالنبي عليه الصلاة و السلام و بعد استجارته تلك تنفرج كربته ، و هذا يا عباد الله شرك بالله سبحانه و تعالى لأنه صرف الدعاء لغير الله سبحانه و تعالى ، و استجار بالذي أُمر أن يقول ( قل لا أملك لنفسي نفعاً و لا ضراً إلا ما شاء الله ) الأعراف : 188 ، فالصادق المصدوق يُخبرنا بأنه لا يملك و لا يستطيع جلب الخير لنفسه فكيف لغيره يا متصوفة ، و كذلك لا يملك و لا يستطيع دفع الضر عن نفسه فكيف بغيره يا متصوفة .
يا قومنا ألا تعقلون ، ألا تتدبرون كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام .
و قد أُمِرَ كذلك أن يقول ( قل إني لا أملك لكم ضراً و لا رشدا . قل إني لن يُجيرني من الله أحد و لن أجد من دونه ملتحداً ) الجن : 21-22 ، و في هذه الآيات تدعيم لما سبق أيضاٌ أفلا تتدبرون يا متصوفة .
اللهم اهدهم فإنهم قوم يجهلون .
* بل إن البوصيري في حالة الشدة ينسى الإستغاثة بالله و التضرع إليه و يلتجأ إلى رسول الله صلى الله عليه و سلام ، و هذا المعنى تجدونه جلياً في قوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
و لن يضيق رسول الله جاهك بي *** إذا الكريم تجلى باسم منتقم
و كلام البوصيري هذا يُذكرني بكلام للبرعي - السوداني الصوفي - يشبه تماما مع الفارق الزمني بينهما ، فيا سبحان الله تشابهت قلوبهم ، و أما كلام البرعي المشابه لكلام البوصيري فهو قوله :
إليك رسول الله أشكو مصائباً *** يضيق لها صبر الحليم المصابر
فأنت رجائي في الخطوب و عُمدتي *** و أنت ملاذي يوم تُبلى سرائري
و أنت لنا غوث و عون و ملجاً *** و ركن و مفتاح لعين البصائر
و أنت لمرضانا شفاءٌ و رحمةٌ *** و أنت دليل هدى كل حائر
فالله المستعان و عليه التكلان
و ما أجمل قول من قال
قولوا لمن يدعو سوى الرحمن *** مُتَخشِّعاً في ذلة العبدان
يا داعياً غير الإله ألا اتّئِد *** إنّ الدعاء عبادة الرحمن
أّنَسيت أنك عبده و فقيره *** و دعاؤه قد جاء في القرآن
الله أقرب مَن دعوت لِكربة *** و هو المجيب بلا توسط ثان
هل جاء دعوة غيره في سُنّة *** أم أنت فيه تابع الشيطان؟
إن كنت فيما تدّعيه على هدىً *** فلتأتنا بسواطع البرهان
و الله ما دعت الصحابة غيره *** يتقربون به كذِ ي الأوثان
* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام
لو ناسبت قدره آياته عظماً *** أحيا اسمه حين يدعى دارِس الرِّمم
قلت – أي المقتدي بالسلف – يزعم البوصيري أنه لو كانت معجزات النبي عليه الصلاة و السلام تناسب مع قدره و مكانته ، لأَحْيَ المقبور إذا ذكر اسمه صلوات ربي و سلامه عليه ، و هذا بلا شك تخريف مردود .
* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام
أقسمتُ بالقمر المنشق إن له *** من قلبه نسبةٌ مبرورة القسم
قلت – أي المقتدي بالسلف – يقسم البوصيري في هذا البيت بالقمر ، و هذا من الشرك الأصغر لأنه حلف بغير الله ، قال عليه الصلاة و السلام كما في الحديث الصحيح ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) .
* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً *** و هو أوفى الخلق بالذِّمم
قلت – أي المقتدي بالسلف – دعونا نسمح للشيخ الفاضل محمد جميل زينو السلفي ثم الحلبي أن يُتحفنا بتعليق له على كلام البوصيري السابق ، قال الشيخ حفظه الله ( يقول الشاعر : إنّ لي عهداً عند الرسول أن يُدخلني الجنة ، لأن اسمي محمداً ، و من أين له هذا العهد ؟ و هل التسمية بمحمد مبرر لدخول الجنة ؟ و الرسول صلى الله عليه و سلم قال لبنته فاطمة رضي الله عنها : سَليني من مالي ما شئتِ ، لا أُغني عنك من الله شيئاً . رواه البخاري ) ا هـ كلام الشيخ حفظه الله
قلت – أي المقتدي بالسلف – صدق الشيخ ، فمِن أين للبوصيري بهذا العهد من النبي عليه الصلاة و السلام ، اللهم إلا هواتفهم الربانية أو مناماتهم الشيطانية . نسأل الله العافية و السلامة .
* ثم قال البوصيري – بعد البيت السابق مباشرة - و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي *** فضلاً و إلا فَـ قُلْ يا زلة القدم
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه *** أو يرجع الجار منه غير محترم
قلت – أي المقتدي بالسلف – يُخبر البوصيري في هذه الأبيات أنه سيخسر و تزل قدمه إن لم ياخذ النبي عليه الصلاة و السلام بيده ، و هذا الكلام باطل ، لأن فلاح الإنسان و خسارته يعتمدان على رحمة الجبار و على ما فعله في هذه الدنيا ، و ليس على أخذ النبي عليه الصلاة و السلام باليد .
* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام
و كيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من *** لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
قلت – أي المقتدي بالسلف – في هذا البيت غلو واضح في النبي عليه الصلاة و السلام ، حيث زعم الشاعر أن الدنيا ما خُلقت من العدم إلا بسبب عليه الصلاة و السلام .
و هذا الإعتقاد مترسخ عند كثير من الصوفية ، و لعل السبب في ترسخ هذا الإعتقاد جهل كثير من المتصوفة بحقيقة النبي عليه الصلاة و السلام ، إضافة إلى شيوع الأحاديث الضعيفة و الموضوعة في أوساط المتصوفة ، فأدلة المتصوفة – و غيرهم من أهل البدع - على باطلهم لا تخرج عن نوعين من الأدلة :
النوع الأول : صريح الدلالة و لكنه ضعيف السند .
النوع الثاني : صحيح السند و لكنه غير صريح الدلالة .
و المتأمل في ديوان عبد الرحيم البرعي ، يجد أن هذا البرعي قد ذهب إلى أبعد ما ذهب إليه البوصيري ، فلقد زعم البوصيري أن الدنيا خُلقت من أجل النبي عليه الصلاة و السلام ، و لكن البرعي ذهب إلى أن آدم و الملائكة و العرش و النار و الجنة لم تُخلق لو لا هذا المعصوم ، بل ذهب إلى أبعد من ذلك فزعم أن الأكوان – و ليس الكون – لم تخلق لولا النبي عليه الصلاة و السلام .
فتدبر يا رعاك الله قول هذا البرعي الصوفي هذه الأبيات التي جاءت في ديوانه :
توسّل للمولى بجاهه آدم *** فتاب عليه جابراً للخواطر
و لولاه لم يُخْلق و لم يكن عالماً *** بأسماء كل الكائنات الظواهر
و لم تسجد الأملاك بل و لا و لم *** يكن الله في الذكر الحكيم بذاكر
و لولاه لا نار و لم تكن جنة *** و ما الله للأكوان كلاً بفاطر
و قال أيضاً :
الرسل و الأملاك *** و العرش و الأفلاك
قاصرين عن سامي عُلاك *** لم يُخلقوا لولاك
و من أبرز أدلة المتصوفة التي وقفت عليها ، و التي يستدلون بها على أن الخلق بل و الكون لم يخلقوا إلا بفضل النبي عليه الصلاة و السلام ، هذين الحديثين ( إنّ الله خلق الكون من نور نبيك يا جابر ) و حديث( لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب بحق محمد إلا غفرت لي . فقال الله : يا آدم و كيف عرفت محمداً و لم أخلقه ؟ قال آدم : يا رب لما خلقتني بيدك و نَفَختَ فيّ مِن روحك ، رَفعتُ رأسي فرأيتٌ على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فَعلمتُ أنك لم تُضِف إلى اسمك إلا أَحَبّ الخلق إليك ، فقال الله : غفرتُ لك ، و لو لا محمد ما خلقتك ) ، و لا شك أن الحديثين السابقين لا يصحا عن رسولنا الكريم صلوات ربي و سلامه عليه .
* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام
فإن من جودك الدنيا و ضرتها *** و من علومك علم اللوح و القلم
قلت – أي المقتدي بالسلف – يزعم البوصيري أن الدنيا و الآخرة من جود النبي عليه الصلاة و السلام ، كما أن من – و لاحظ لحرف التبعيض ( من ) – علوم النبي عليه الصلاة و السلام علم اللوح و القلم ، و هذا الكلام يا عباد الله ظاهر البطلان ، لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى ، و الأدلة على ذلك كثيرة . فلتُراجع بارك الله فيكم
هذه يا عباد الله
بعض المخالفات العقدية التي جاءت في قصيدة البردة للبوصيري ، و هناك أمور أخرى غير الذي ذكرت ، و أرجو المعذرة على التعقيبات المختصرة جداً ، و لعل من إخواننا الأفاضل من يتولى تفنيد هذه الدعاوى الباطل بشئ من التفصيل .
و لتعلموا أيضاً بوجود بوصيريٍّ آخر غير الذي ذكرته لكم ، فالذي أسلفتُ عنه الذكر شاعر صوفي اسمه محمد بن سعيد بن حمّاد الصنهاجي البوصيري ، و يوجد أيضا المحدث الكبير أحمد بن أبي بكر الكناني البوصيري ، الذي تلقى العلم من فحول علماء الإسلام لا سيما المحدّثين الكبيرين ابن حجر و الحافظ العراقي رحمهما الله .وقد توفي هذا المحدث سنة 840 هـ ، و له عدة تصانيف منها ( زوائد ابن ماجه ) .
فليتبه إلى هذا .
وأشير إلى عدة أمور منها :
* أنني استفدت من كلام الشيخ محمد جميل زينو في توجيهاته ، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء ، وأمد الله عمره - والمشايخ والعلماء - في طاعته .
* كنت قد كتبت هذا المقال قبل زمن في أحد المواقع بنفس الإسم ، ورأيت إنزاله على شبكة سحاب الخير ، مع بعض الإضافات .
* لقد حذر أهل العلم السلفيين من هذا القصيدة ، وكلامهم معروف مشهور ، وقد جمعه الآخ الفاضل سلطان الجهني - جزاه الله خيرا - في بحث بعنوان ( أقوال علماء السنة في قصيدة البردة ) تجدونه في مكتبة سحاب السلفية على هذا الرابط
http://www.sahab.org/books/book.php?id=528&query=البرده
و في الختام
أسال الله سبحانه و تعالى أن ينفعكم بما ذكرت ، و أن يدخره لي عملاً صالحاً خاصاً لوجهه ،صواباً على سنة رسوله عليه الصلاة و السلام . إنه ولي ذلك و القادر عليه .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .