عيـــــساوي للمعـلــومــــــات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


معلومات عامه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماذا تعرف عن قصيدة البردة ؟ و من هو ناظمها ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hirochima_no
وسام فضي
وسام فضي
hirochima_no


عدد المساهمات : 1034
العمر : 44
الموقع : عيساوي للمعلومات

ماذا تعرف عن قصيدة البردة ؟ و من هو ناظمها ؟ Empty
مُساهمةموضوع: ماذا تعرف عن قصيدة البردة ؟ و من هو ناظمها ؟   ماذا تعرف عن قصيدة البردة ؟ و من هو ناظمها ؟ I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 24, 2010 5:26 pm

ماذا تعرف عن قصيدة البردة ؟ و من هو ناظمها ؟



بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الأفاضل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .أما بعد

إخواني في الله

أضع بين يديكم هذه المادة العلمية ، و التي تتناول بعض ما جاء في قصيدة البردة للبوصيري ، التي نظمها في الغلو في النبي عليه الصلاة و السلام ، و الدافع إلى كتابة هذه المادة أمور منها :

• تحذير المسلمين من ترديد و حفظ هذه القصيدة .

• انتشار هذه القصيدة بين المسلمين و للأسف الشديد .

• جهل الكثير بالطوام التي جاءت في هذه القصيدة .

• تزكية بعض علماء السوء لهذه القصيدة .

فقد سئل البوطي الصوفي السؤال التالي : ( ماذا نقول لمن ينكرون مدح النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ كمن ينكرون قراءة ما يعرف عندنا في ليبيا بالبغدادي والبهلول وكذلك قصيدة البردة للإمام البوصيري والقصيدة القبولة للشيخ صالح الجعفري وغيرها‏،‏ خصوصاً ونحن نقرؤها في هذه الأيام أيام المولد النبوي الشريف‏؟‏ ) .

فأجاب البوطي بقوله : ( أما قصيدة البردة‏،‏ فلا حرج في قراءتها‏،‏ بل هي عمل مبرور‏،‏ وأما ما تسميه البغدادي والبهلول‏،‏ والقصائد الأخرى‏،‏ فلا أعرفها. والاحتفال بمولد رسول الله عمل مبرور‏،‏ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل بيوم مولده بصومه‏،‏ ولما سئل عن ذلك‏،‏ قال‏:‏ ذلك يوم ولدت فيه. ) .

المصدر : موقع البوطي – قسم الفتاوى ، إبحث عن كلمة ( البردة ) .
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=333192

و غيرها من الدوافع

و أرى من اللائق- و قبل الخوض في هذه المادة - أن ألقي الضوء على صاحب هذه القصيدة حتى يتعرف القارئ الكريم على حقيقته ، فأقول مستعيناً بالله وحده :

اعلم – وفقني الله و إياك لمرضاته – أن صاحب قصيدة البردة مصري صوفي جلد غارق في التصوف إلى أخمص قدميه ، اسمه محمد سعيد البوصيري ، أصله من المغرب ، ولد عام 608 هـ في قرية( دلاص ) ، و لُقّب بالبوصيري نسبة إلى ( بوصير قوريدس ) من قرى بني سويف ، حيث نشأ فيها و أمضى جزءاً من عمره إلى أن أقام بالإسكندرية آخر عمره . و كان من أكابر المتصوفة في الإسكندرية حيث درس التصوف و تعمق فيه ، و سار على نهج أبي العباس المرسي الصوفي ، و أخذ عنه القائق و الأسرار كما يزعمون .

و قد عرف عن البوصيري أنه شاعر ناظم ينظم الشعر بطلاقة ، و لقد تناقل المتصوفة أشعاره عامة و قصيدة البردة خاصة ، و السبب الذي دفعه إلى نظم هذه القصيدة هو أنه لما أُصيب بمرض الفالج أخذ على نفسه عهداً لئن شُفِيَ لينظُمنّ قصيدة في مدح الرسول عليه الصلاة و السلام ، و قد سميت ( الكواكب الدرية في مدح خير البرية ) .


و لعل البعض يتساءل لماذا سُميت بالبردة إذاً ؟


و الجواب : قيل أن السبب في تسميتها بالبردة هو أن البوصيري لما شرع في نظم هذه القصيدة رأى في المنام النبي صلى الله عليه و سلم و قد مسح بيدة الشريفة على جسد البوصيري ، فشُفيَ ثم أجازه النبي عليه الصلاة و السلام بأن أعطاه بردته ، لذلك سُميت بقصيدة البردة . و لتعلم أخي الكريم أن البعض يروق له تسميتها بالبرأة ، لأن البوصيري برأ بسببها .

و لقد تسابق المتصوفة إلى حفظ و شرح هذه القصيدة ، و نسجوا حولها و بسببها الكرامات العجيبة كعادتهم ، و من جملة تلكم الكرامات التي يحكيها المتصوفة هي شفاء صاحب كتاب ( طراز البردة ) و اسمه الشيخ الحملاوي .


و السؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان

يا تُرى ماذا جرى مع الشيخ الحملاوي و قصيدة البردة ؟


و لمعرفة الجواب

اسمحوا لي أيها الأفاضل بأن أنقل لكم ما ذكره الصوفي مجدي كامل في كتابه ( أحلى قصائد الصوفية ) ، قال هذا الرجل في الكتاب المذكور ص 107 ( و الصحيح ما ذكر من قصة الشيخ الحملاوي حين أصيب بخراج في بطنه استعصى على الأطباء شفاؤه ، فأرسل من يحج عنه على حسابه الخاص ، و أمره أن يقرأ البردة أمام قبر الرسول متجهاً له بالشفاء ) ا هـ .

و للقراء الأفاضل أن يسألوا : و ماذا حدث لهذا الحاج و لهذا الشيخ ؟

قلتُ – أي المقتدي بالسلف – قال مجدي كامل ( و في هذه الساعة التي قرئت فيه البردة أمام قبر الرسول انفجر الخراج من قلب الشيخ الحملاوي ، و خرج الدم بكثرة حتى ملأ الحجرة ثم شفي بعدها .
و لما عاد الحاج من رحلته أخبره أنه قرأها الساعة كذا ، في يوم كذا ، أي نفس الموعد الذي انفجر فيه الخراج و خرج الدم من قلب الشيخ الحملاوي ) ا هـ .

هذه أحد كرامات قصيدة البردة التي يتناقلها الصوفية ، و إليكم كرامة أخرى ، جاء في الكتاب آنف الذكر و في نفس الصفحة ( و الصحيح أيضاً ما روى عن رجل أنه كان يقرأها و يواظب على قراءتها و أن بعض جيرانه كانوا يشمون رائحة جميلة تخرج من حجرته أثناء قراءته للبردة ، و تهب عليهم بين الحين و الاخر ) ا هـ

و من الجدير بالذكر أن البوصيري توفي عام 696 هـ و دُفن في قبره الذي شُيّد عليه مسجده المسمى باسمه .

إخواني في الله

لعلي قد أطلتُ عليكم بهذه المقدمة الطويلة ، فأستسمحكم عذرا .


و لتعلموا أن هذه القصيدة نُظمت في 160 بيتاً ، و قد جاء في بعض أبياتها أمور تخالف أصول الدين و الشريعة ، و سأتعرض لهذه البيات مع بعض التعليقات المختصرة و السريعة .

و سأبدأ ببيت أعتقد أنه أساس الطوام التي جاءت في هذه القصيدة

* قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام

دع ما ادعته النصارى في نبيهم *** و احكم بما شئت مدحاً فيه و احتكم
و انسب إلى ذاته ما شئت من شرف *** و انسب إلى قدره ما شئت من عظم


قلت – أي المقتدي بالسلف – في هذه الأبيات دعا البوصيري إلى ترك ما ألصقته النصارى بالمسيح عليه السلام من التهم الباطلة مثل زعمم أنه الله – تعالى الله عن هذا الإفك علواً كبيراً – و أنه ابنه و غيرها من الأباطيل .

فالبوصيري لسان حاله يقول ( لا تزعم أن النبي عليه الصلاة و السلام هو الله أو هو ابنه ....لا ، و انسب إليه غير الذي زعمته النصارى في عيسى ) ، لذلك ترى المتصوفة ينسبون إلى النبي عليه الصلاة و السلام أشياء لا تجوز نسبتها إلا لله سبحانه فزعموا أنه يعلم الغيب – و سيأتي هذا من كلام البوصيري لاحقاً فترقب – و زعموا أنه كاشف الكروب و غيرها من الأراجيف – و سيأتي ذكر بعض ٍمنها - التي زينها الشيطان في عقولهم بدافع تعظيم قدره و شرفه عليه الصلاة و السلام . و لا أجد أروع ما جاء في صحيح البخاري يهدم ما قد قرره البوصيري .

لقد نهانا رسول صلى الله عليه و سلم عن اطرائه فقال ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله ) رواه البخاري .

فالنبي عليه الصلاة و السلام ينهى عن اطرائه و البوصيري يدعو إلى نسبة أي شئ إليه إلا ما ادعته النصارى في عيسى بن مريم عليه و على جميع رسل الله الصلاة و التسليم .


* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام

ما سامني الدهر ضيماً و استجرت به *** إلا و نِلتُ جواراً منه لم يُضم

قلت – أي المقتدي بالسلف – يزعم البوصيري في هذا البيت أنه كلما ساءه الدهر من مرض و كربة – و غيرها - ذهب و استجار بالنبي عليه الصلاة و السلام و بعد استجارته تلك تنفرج كربته ، و هذا يا عباد الله شرك بالله سبحانه و تعالى لأنه صرف الدعاء لغير الله سبحانه و تعالى ، و استجار بالذي أُمر أن يقول ( قل لا أملك لنفسي نفعاً و لا ضراً إلا ما شاء الله ) الأعراف : 188 ، فالصادق المصدوق يُخبرنا بأنه لا يملك و لا يستطيع جلب الخير لنفسه فكيف لغيره يا متصوفة ، و كذلك لا يملك و لا يستطيع دفع الضر عن نفسه فكيف بغيره يا متصوفة .

يا قومنا ألا تعقلون ، ألا تتدبرون كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام .

و قد أُمِرَ كذلك أن يقول ( قل إني لا أملك لكم ضراً و لا رشدا . قل إني لن يُجيرني من الله أحد و لن أجد من دونه ملتحداً ) الجن : 21-22 ، و في هذه الآيات تدعيم لما سبق أيضاٌ أفلا تتدبرون يا متصوفة .

اللهم اهدهم فإنهم قوم يجهلون .

* بل إن البوصيري في حالة الشدة ينسى الإستغاثة بالله و التضرع إليه و يلتجأ إلى رسول الله صلى الله عليه و سلام ، و هذا المعنى تجدونه جلياً في قوله :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
و لن يضيق رسول الله جاهك بي *** إذا الكريم تجلى باسم منتقم

و كلام البوصيري هذا يُذكرني بكلام للبرعي - السوداني الصوفي - يشبه تماما مع الفارق الزمني بينهما ، فيا سبحان الله تشابهت قلوبهم ، و أما كلام البرعي المشابه لكلام البوصيري فهو قوله :

إليك رسول الله أشكو مصائباً *** يضيق لها صبر الحليم المصابر
فأنت رجائي في الخطوب و عُمدتي *** و أنت ملاذي يوم تُبلى سرائري
و أنت لنا غوث و عون و ملجاً *** و ركن و مفتاح لعين البصائر
و أنت لمرضانا شفاءٌ و رحمةٌ *** و أنت دليل هدى كل حائر

فالله المستعان و عليه التكلان

و ما أجمل قول من قال

قولوا لمن يدعو سوى الرحمن *** مُتَخشِّعاً في ذلة العبدان
يا داعياً غير الإله ألا اتّئِد *** إنّ الدعاء عبادة الرحمن
أّنَسيت أنك عبده و فقيره *** و دعاؤه قد جاء في القرآن
الله أقرب مَن دعوت لِكربة *** و هو المجيب بلا توسط ثان
هل جاء دعوة غيره في سُنّة *** أم أنت فيه تابع الشيطان؟
إن كنت فيما تدّعيه على هدىً *** فلتأتنا بسواطع البرهان
و الله ما دعت الصحابة غيره *** يتقربون به كذِ ي الأوثان

* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام

لو ناسبت قدره آياته عظماً *** أحيا اسمه حين يدعى دارِس الرِّمم


قلت – أي المقتدي بالسلف – يزعم البوصيري أنه لو كانت معجزات النبي عليه الصلاة و السلام تناسب مع قدره و مكانته ، لأَحْيَ المقبور إذا ذكر اسمه صلوات ربي و سلامه عليه ، و هذا بلا شك تخريف مردود .

* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام

أقسمتُ بالقمر المنشق إن له *** من قلبه نسبةٌ مبرورة القسم

قلت – أي المقتدي بالسلف – يقسم البوصيري في هذا البيت بالقمر ، و هذا من الشرك الأصغر لأنه حلف بغير الله ، قال عليه الصلاة و السلام كما في الحديث الصحيح ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) .

* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام

فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً *** و هو أوفى الخلق بالذِّمم

قلت – أي المقتدي بالسلف – دعونا نسمح للشيخ الفاضل محمد جميل زينو السلفي ثم الحلبي أن يُتحفنا بتعليق له على كلام البوصيري السابق ، قال الشيخ حفظه الله ( يقول الشاعر : إنّ لي عهداً عند الرسول أن يُدخلني الجنة ، لأن اسمي محمداً ، و من أين له هذا العهد ؟ و هل التسمية بمحمد مبرر لدخول الجنة ؟ و الرسول صلى الله عليه و سلم قال لبنته فاطمة رضي الله عنها : سَليني من مالي ما شئتِ ، لا أُغني عنك من الله شيئاً . رواه البخاري ) ا هـ كلام الشيخ حفظه الله

قلت – أي المقتدي بالسلف – صدق الشيخ ، فمِن أين للبوصيري بهذا العهد من النبي عليه الصلاة و السلام ، اللهم إلا هواتفهم الربانية أو مناماتهم الشيطانية . نسأل الله العافية و السلامة .

* ثم قال البوصيري – بعد البيت السابق مباشرة - و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام

إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي *** فضلاً و إلا فَـ قُلْ يا زلة القدم
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه *** أو يرجع الجار منه غير محترم

قلت – أي المقتدي بالسلف – يُخبر البوصيري في هذه الأبيات أنه سيخسر و تزل قدمه إن لم ياخذ النبي عليه الصلاة و السلام بيده ، و هذا الكلام باطل ، لأن فلاح الإنسان و خسارته يعتمدان على رحمة الجبار و على ما فعله في هذه الدنيا ، و ليس على أخذ النبي عليه الصلاة و السلام باليد .

* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام

و كيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من *** لولاه لم تخرج الدنيا من العدم

قلت – أي المقتدي بالسلف – في هذا البيت غلو واضح في النبي عليه الصلاة و السلام ، حيث زعم الشاعر أن الدنيا ما خُلقت من العدم إلا بسبب عليه الصلاة و السلام .

و هذا الإعتقاد مترسخ عند كثير من الصوفية ، و لعل السبب في ترسخ هذا الإعتقاد جهل كثير من المتصوفة بحقيقة النبي عليه الصلاة و السلام ، إضافة إلى شيوع الأحاديث الضعيفة و الموضوعة في أوساط المتصوفة ، فأدلة المتصوفة – و غيرهم من أهل البدع - على باطلهم لا تخرج عن نوعين من الأدلة :

النوع الأول : صريح الدلالة و لكنه ضعيف السند .

النوع الثاني : صحيح السند و لكنه غير صريح الدلالة .

و المتأمل في ديوان عبد الرحيم البرعي ، يجد أن هذا البرعي قد ذهب إلى أبعد ما ذهب إليه البوصيري ، فلقد زعم البوصيري أن الدنيا خُلقت من أجل النبي عليه الصلاة و السلام ، و لكن البرعي ذهب إلى أن آدم و الملائكة و العرش و النار و الجنة لم تُخلق لو لا هذا المعصوم ، بل ذهب إلى أبعد من ذلك فزعم أن الأكوان – و ليس الكون – لم تخلق لولا النبي عليه الصلاة و السلام .

فتدبر يا رعاك الله قول هذا البرعي الصوفي هذه الأبيات التي جاءت في ديوانه :

توسّل للمولى بجاهه آدم *** فتاب عليه جابراً للخواطر

و لولاه لم يُخْلق و لم يكن عالماً *** بأسماء كل الكائنات الظواهر

و لم تسجد الأملاك بل و لا و لم *** يكن الله في الذكر الحكيم بذاكر

و لولاه لا نار و لم تكن جنة *** و ما الله للأكوان كلاً بفاطر

و قال أيضاً :

الرسل و الأملاك *** و العرش و الأفلاك

قاصرين عن سامي عُلاك *** لم يُخلقوا لولاك

و من أبرز أدلة المتصوفة التي وقفت عليها ، و التي يستدلون بها على أن الخلق بل و الكون لم يخلقوا إلا بفضل النبي عليه الصلاة و السلام ، هذين الحديثين ( إنّ الله خلق الكون من نور نبيك يا جابر ) و حديث( لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب بحق محمد إلا غفرت لي . فقال الله : يا آدم و كيف عرفت محمداً و لم أخلقه ؟ قال آدم : يا رب لما خلقتني بيدك و نَفَختَ فيّ مِن روحك ، رَفعتُ رأسي فرأيتٌ على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فَعلمتُ أنك لم تُضِف إلى اسمك إلا أَحَبّ الخلق إليك ، فقال الله : غفرتُ لك ، و لو لا محمد ما خلقتك ) ، و لا شك أن الحديثين السابقين لا يصحا عن رسولنا الكريم صلوات ربي و سلامه عليه .

* و قال البوصيري في البردة و هو يغلو في النبي عليه الصلاة و السلام

فإن من جودك الدنيا و ضرتها *** و من علومك علم اللوح و القلم

قلت – أي المقتدي بالسلف – يزعم البوصيري أن الدنيا و الآخرة من جود النبي عليه الصلاة و السلام ، كما أن من – و لاحظ لحرف التبعيض ( من ) – علوم النبي عليه الصلاة و السلام علم اللوح و القلم ، و هذا الكلام يا عباد الله ظاهر البطلان ، لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى ، و الأدلة على ذلك كثيرة . فلتُراجع بارك الله فيكم

هذه يا عباد الله

بعض المخالفات العقدية التي جاءت في قصيدة البردة للبوصيري ، و هناك أمور أخرى غير الذي ذكرت ، و أرجو المعذرة على التعقيبات المختصرة جداً ، و لعل من إخواننا الأفاضل من يتولى تفنيد هذه الدعاوى الباطل بشئ من التفصيل .

و لتعلموا أيضاً بوجود بوصيريٍّ آخر غير الذي ذكرته لكم ، فالذي أسلفتُ عنه الذكر شاعر صوفي اسمه محمد بن سعيد بن حمّاد الصنهاجي البوصيري ، و يوجد أيضا المحدث الكبير أحمد بن أبي بكر الكناني البوصيري ، الذي تلقى العلم من فحول علماء الإسلام لا سيما المحدّثين الكبيرين ابن حجر و الحافظ العراقي رحمهما الله .وقد توفي هذا المحدث سنة 840 هـ ، و له عدة تصانيف منها ( زوائد ابن ماجه ) .

فليتبه إلى هذا .

وأشير إلى عدة أمور منها :

* أنني استفدت من كلام الشيخ محمد جميل زينو في توجيهاته ، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء ، وأمد الله عمره - والمشايخ والعلماء - في طاعته .

* كنت قد كتبت هذا المقال قبل زمن في أحد المواقع بنفس الإسم ، ورأيت إنزاله على شبكة سحاب الخير ، مع بعض الإضافات .

* لقد حذر أهل العلم السلفيين من هذا القصيدة ، وكلامهم معروف مشهور ، وقد جمعه الآخ الفاضل سلطان الجهني - جزاه الله خيرا - في بحث بعنوان ( أقوال علماء السنة في قصيدة البردة ) تجدونه في مكتبة سحاب السلفية على هذا الرابط
http://www.sahab.org/books/book.php?id=528&query=البرده


و في الختام

أسال الله سبحانه و تعالى أن ينفعكم بما ذكرت ، و أن يدخره لي عملاً صالحاً خاصاً لوجهه ،صواباً على سنة رسوله عليه الصلاة و السلام . إنه ولي ذلك و القادر عليه .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aissaoui.yoo7.com/profile.forum?mode=editprofile&page_p
 
ماذا تعرف عن قصيدة البردة ؟ و من هو ناظمها ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عيـــــساوي للمعـلــومــــــات :: القسم الاسلامى-
انتقل الى: