بِحَمْدِ وَلِيِّ الْحَمْدِ مُسْدِي الْفَضَائِلِ = أُؤَلِّفُ نَظْمًا فائِقاً في الْمَسائِلِ
مَسَائِلُ عَنْ شَيْخِ الْوُجُودِ أُولِي التُّقَى = مُبيدِ الْعِدَى مِنْ كُلِّ غَاوٍ وَجَاهِلِ
وَأَعْنِي بِهِ الْحَبْرَ بْنَ تَيْمِيَّةَ الرِّضَى = وَفي بَعْضِها جاءَتْ عُِضالُ الزَّلازِلِ
تَفَرَّدَ عَنْ نُعْمانَ فِيها وَمَالِكٍ = وَعَنْ أَحْمَدَ وَالشَّافِعِيِّ الأَماثِلِ
وَقَدْ جاءَ بَعْضُ الصَّحْبِ يَسْأَلُ نَظْمَها = فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَحْظَى بِدَعْوَةِ سَائِلِ
وَإِنْ لَمْ أَكُنْ ذَا خِبْرَةٍ وَدِرَايةٍ = وَلَسْتُ لِتَحْقِيقِ الْعُلُومِ بِآهِلِ
وَلَكِنَّنِي أَرْجُو مِنَ اللهِ رَحْمَةً = وَعِلْمًا وَتَفْهِيمًا بِكُلِّ الْمَسَائِلِ
(1)
فَأَوَّلُها قَصْرُ الصَّلاةِ لِكُلِّ ما = بِهِ سَفَرٌ يُسْمى لَدَى كُلِّ قَائِلِ
وسيَّانِعِنْدَ الشَّيْخِ كانَتْ طَوِيلَةً = مَسَافَتُهُ أَوْ دُونَهُ في التَّماثُلِ
وَذَا مَذْهَبٌ لِلظَّاهِرِيَّةِ قَدْ أَتَى = وَعَنْ بَعْضِ أَصْحابِ النَّبِيِّ الأَفَاضِلِ
(2 ، 3)
وَتَسْتَبْرِئُ الْبِكْرُ الْكَبِيرَةُ عِنْدَهُمْ = وَكَانَ إلى أَقْوالِهِمْ غَيْرَ ماثِلِ
وَيَخْتارُ ما اخْتارَ البُخاري وَقَدْ أَتَى = بِذا أَثَرٌ عَنْ نَجْلِ حُلوِ الشَّمائِلِ
وَذَاكَ هُوَ الْفَارُوقُ وَالْقَوْلُ لابْنِهِ = وَثالِثُهَا ما قَالَهُ في الْمَسائِلِ
فَيَخْتارُ ما اخْتارُوا لِسَجْدَةِ قارِئٍ = بَغَيْرِ اشْتِراطٍ لِلْوُضُوءِ لِفاعِلِ
(4)
وَمُعْتَقِدًا لَيْلاً فَبانَ بِضِدِّهِ = لأَكْلٍ وَمَطْعُومٍ بِشَهْرِ الْفَضَائِل
فَلَيْسَ الْقَضَا يَوْمًا عَلَيْهِ بِواجِبٍ = وَما حُكْمُهُ إلاَّ كَنَاسٍ وَجَاهِلِ
وَما أَمَرَ الْمَعْصُومُ مَنْ كانَ مُخْطِئًا = مِنَ الصَّحْبِ أَنْ يَقْضِي الصِّيامَ فَسَائِلِ
كَذَلِكَ بَعْضُ التَّابِعِينَ وَبَعْضُ مَنْ = إلى الْفِقْهِ مَنْسُوبٌ وَمَنْ لِلْفَضَائِلِ
عَنَيْتُ بِهِ نَجْلَ الْخَلِيفَةِ ذِي التُّقَى = فَمَذْهَبُهُمْ أَلاَّ قَضاءَ لِفاعِلِ
وَعُمْدَتُهُمْ ما في الصَّحِيحَيْنِ ذِكْرُهُ = وَقَدْ مَرَّ مَنْظُومًا فَكُنْ غَيْرَ غَافِلِ
(5)
وَمَنْ كانَ في حَجَّاتِهِ مُتَمَتِّعًا = بِفَرْضٍ وَإلاَّ في جَمِيعِ النَّوافِلِ
فَيَكْفِيهِ سَعْيٌ واحِدٌ في اخْتِيارِهِ = وعنْ أحمدٍ يَرْوِيهِ بَعْضُ الأَفاضِلِ
وَكانَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِذَلِكَ قائِلاً = فَأَعْظِمْ بِهِ مِنْ قُدْوَةٍ ذِي فَضَائِلِ
(6)
وَقَدْ جَوَّزَ الشَّيْخُ السِّبَاقَ بَغَيْرِ أَنْ = يُحَلِّلَهُ ما لَيْسَ يَوْمًا بِجاعِلِ
وَإِنْ أَخْرَجَا جُعْلاً وَهَذَا اخْتِيارُهُ = وَكانَ إمامًا عالِمًا بِالْمَسائِلِ
(7 ، 8 ، 9)
وَمَنْ تَفْتَدِي تَسْتَبْرِئَنَّ بِحَيْضَةٍ = وَفي ذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ في الْمَراسِلِ
وَمَوْطُوءَةٍ يا صَاحِ أَعْنِي بُشُبْهَةٍ = وَمَنْ طُلِّقَتْ إحْدَى الثَّلاثِ الْكَوامِلِ
(10)
كَذا وَطْءُ مَنْ حِيزَتْ بِمُلْكِ إِباحَةٍ = مِنَ الْوَثَنِيَّاتِ الْحِسَانِ الْخَواذِلِ
(11)
وَجَوَّزَ عَقْدًا لِلرِّداءِ لِمُحْرِمٍ = بِإحْرامِهِ فَافْهَمْ مَقَالَ الأَفاضِلِ
(12)
وَجَوَّزَ يا صاحِ الطَّوافَ لِحائِضٍ = وَلَيْسَ لِما قَدْ أَوْجَبُوهُ بِمائِلِ
إذا كانَ لَمْ يُمْكِنْ طَوافُ طَهارَةٍ = وَرُفقتُها قد قَرَّبوا لِلرَّواحِلِ
(13)
وَجَوَّزَ بَيْعًا لِلْعَصِيرِ بِأَصْلِهِ = كَزَيْتٍ بِزَيْتُونٍ فَكُنْ غَيْرَ غافِلِ
(14)
كَذاكَ الْوُضُو ياصاحِ مِنْ كُلِّ مَاعَسَى = يُسَمَّى بِهِ الْما جَائِزٌ غَيْرُ حَائِلِ
سَواءٌ لَدَيْهِ مُطْلَقًا أَوْ مُقَيَّدًا = وَعَنْهُ رَأَيْنا مُطْلَقًا في الْمَسائِلِ
(15)
وَجَوَّزَ بَيْعًا لِلْحُلِيِّ وَغَيْرِها = إِذا اتُّخِذَتْ في فِضَّةٍ بِالتَّفاضُلِ
بِها وَالَّذِي قَدْ زادَ يُجْعَلُ لِلَّذِي = لِصَنْعَتِها في فاضِلٍ في الْمُقابِلِ
(16)
وَإنْ وَقَعَتْ في مَائِعٍ مِنْ نَجاسَةٍ = سواءٌ قَلِيلاً أَوْ يَكُنْ غَيْرَ حَامِلِ
وَلَمْ يَتَغَيَّرْ لَيْسَ يَنْجُسُ عِنْدَهُ = وَقَدْ كَانَ أَحْظَى مِنْهُمْ بِالدَّلائِلِ
(17)
وَمَنْ خافَ مِنْ عِيدٍ كَذاكَ وَجُمْعَةٍ = فَواتًا وَلَيْسَ الْماءُ يَوْمًا بِحاصِلِ
فَإنْ يَتَيَمَّمْ كانَ ذَلِكَ عِنْدَهُ = يَجُوزُ فَقابِلْ بِالثَّنا كُلَّ فاضِلِ
(18)
وَمِمَّا جَرَى مِنْها عَلَيْهِ فَوادِحٌ = عِظامٌ وَجاءَتْ نَحْوَهُ بِالزَّلازِلِ
بِإفْتائِهِ أَنَّ الطَّلاقَ إذا أَتَى = ثَلاثًا بِلَفْظٍ واحِدٍ غَيْرُ كَامِلِ
وَلا وَاقِعٌ بَلْ إنَّ تِلْكَ جميعَها = لَِواحِدَةٌ في قِيلِهِ كالأَماثِلِ
مِنَ الصَّحْبِ في عَهْدِ النَّبِيِّ وَبَعْدَهُ = إلى أَنْ أُجِيزَتْ في عُقُوبَةِ عادِلِ
وَلَوْ فُرِّقَتْ أَيْضًا إذا هِيَ لَمْ تَكُنْ = عَلَى سُنَّةِ الْمَعْصُومِ أَفْضَلِ فاضِلِ
(19)
وَمَنْ بِطلاقٍ حالِفٌ فَيَمِينُهُ = مُكَفَّرَةٌ لَكِنْ دُهِيَ بِالْقَلاقِلِ
وَعُودِيَ بَلْ أُوذِي لإفْتائِهِ بِهَا = وَكَمْ مَرَّةٍ إلى ذا الآنَ مِنْ مُتَحامِلِ
وَقَدْ كَتَبَ الشَّيْخُ الإمامُ مُصَنَّفًا = بِأَلْفٍ مِنَ الأَوْراقِ دَفْعًا لِصَائِلِ
وَلَكِنَّهُ مَعَ خَصْمِهِ سَوْفَ يَلْتَقَي = لَدَى اللهِ وَالرَّحْمَنُ أَعْدَلُ عادِلِ
وَفي بَعْضِ ما قَدْ مَرَّ مِمَّا نَظَمْتُهُ = مَواقِفُ مِنْهُمْ لَهُ في الْمَسَائِلِ
وَقَدْ قالَ هَذا ما تَفَرَّدَ عَنْهُمُ = بِهِ الشَّيْخُ هَذا رَسْمُ خَطٍّ لِناقِلِ
وَصَلِّ إِلَهِي كُلَّ ما هَبَّتِ الصَّبَا = وَما انْهَلَّ صَوْبُ السَّارِياتِ الْهَوامِلِ
عَلَى الْمُصْطَفَى الْهَادِي الأَمِينِ مُحَمَّدٍ = وَأَصْحابِهِ وَالآلِ أَهْلِ الْفَضَائ